تعريف بالحنيفية



                  

 تعريف الحنيفية
اعلم -أرشدك الله لطاعته- أن الحنيفيةَ ملةُ إبراهيم وهو أن تعبد الله مخلصا له الدين، -أن الحنيفيةَ ملةَ إبراهيم نعم- اعلم -أرشدك الله لطاعته- أن الحنيفيةَ ملةَ إبراهيم وهو أن تعبد الله مخلصا له الدين، وبذلك أمر الله -جل وعلا- جميع الناس، وخلقهم لها، كما قال تعالى: ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ).



نعم. يقول المؤلف -رحمه الله-: اعلم أرشدك الله لطاعته، اعلم، يعني تيقن واجزم، فإن العلم حكم الذهن الجازم، اعلم، تيقن من غير شك، ومن غير تردد، اعلم، يعني تيقن واجزم، ثم دعا لك أيضًا دعاء أن أرشدك الله لطاعته. سأل الله أن يرشدك لطاعته، وهذا من نصحه -رحمه الله- "اعلم -أرشدك الله لطاعته- أن الحنيفية ملة إبراهيم أن تعبد الله مخلصا له الدين". هذه الحنيفية.

إذا قيل لك: ما هي الحنيفية ملة إبراهيم ؟

الجواب: أن تعبد الله مخلصا له الدين، هذه هي الحنيفية. هذه هي الحنيفية التي قال الله لنبينا -صلى الله عليه وسلم-: ( ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ ) التي أُمِرَ نبينا -صلى الله عليه وسلم- أن يتبعها.

ما هي الحنيفية ملة إبراهيم ؟ أن تعبد الله مخلصا له الدين، والحنيفية هي التوحيد، وهي دين الإسلام، سميت حنيفية لكونها من الحَنَف، وهو الميل، لكونها مائلة عن الشرك؛ ولهذا تسمى دين الإسلام، تسمى الملة العوجاء، تسمى الملة العوجاء؛ لأنها منحرفة، حنيفية منحرفة ومائلة عن الشرك والبدع، وإن كانت في نفسها مستقيمة، أي في نفسها مستقيمة، لكنها عوجاء بالنسبة لميلها عن ملل الكفر وعن البدع، فالحنيفية ملة إبراهيم سميت حنيفية لكونها مائلة عن الشرك، ومستقيمة على الحق.

الحنيفية ملة إبراهيم أن تعبد الله مخلصا له الدين تعبد الله مع الإخلاص، شيئان: عبادة مع إخلاص، أما عبادة واحدة فلا، لو قيل: تعبد الله فقط، ما يكفي؛ لأن الإنسان قد يعبد الله ويعبد غيره معه، فالمشركون يعبدون الله ويعبدون معه غيره، ما صارت الحنيفية، ما تكفي العبادة، لكن لا بد من أمرين: أن تعبد الله مخلصا له الدين، وإذا كان تعبده مخلصا له الدين، هذا هو معنى لا إله إلا الله، (لا إله إلا الله) عبادة مع إخلاص، نفي وإثبات، تنفي عبادة عن غير الله، وتثبتها لله.

أن تعبد الله، بمعنى أنك تتقرب إلى الله بالعبادات، وتوجه جميع إراداتك إلى الله -عز وجل- مع الإخلاص، بمعنى أن تخصَّ الله بهذه العبادة، وتنفيها عن غيره، هذه هي الحنيفية ملة إبراهيم تعبد الله بالدعاء ولا تدعو غيره، تعبد الله بالذبح ولا تذبح لغيره، تعبد الله بالركوع ولا تركع لغيره، تعبد الله بالسجود ولا تسجد لغيره، تعبد الله بالصلاة ولا تصلي لغيره، تعبد الله بالصلاة هذا عبادة الله، ولا تسجد لغيره، هذا الإخلاص، تسجد لله هذا عبادة الله، ولا تسجد لغيره هذا الإخلاص.

لا بد من الأمرين أن تعبد الله مخلصا له الدين.
يقول المؤلف: "وبذلك أمر الله العباد وخلقهم لها"، أمر الله جميع العباد بهذه الحنيفية ملة إبراهيم وخلقهم لها، خلق الله جميع الخلق ليعبدوه، قال تعالى: ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ) الجن والإنس خلقوا لماذا؟ للتوحيد والإخلاص، لعبادة الله وتوحيده وإخلاص الدين له، وهي الحنيفية ملة إبراهيم نعم. 
------------------------------------------
* الشيخ عبد العزيز الراجحي حفظه الله
لا تنس التعليق علي الموضوع



Blogger news

الحنيفية ملة إبراهيم. يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الحنيفية ملة إبراهيم كل الحقوق محفوظة لدي الحنيفية ملة إبراهيم © 2014 . تصميم وتطوير ~ أبو عبد الجبار المدني

Scroll to top